شهادات مؤلمة تكشف عمق المأساة التي يعيشها النازحون من ولاية الجزيرة 

IMG-20241206-WA0000

متابعات- نون النسوة

دفع العنف المسلح والانتهاكات الإنسانية الواسعة أعداداً هائلة من السكان إلى الفرار من منازلهم هؤلاء النازحون، الذين باتوا يعيشون في ظروف قاسية، يروون قصصاً مأساوية عن القتل والاغتصاب والنهب، وهي شهادات تسلط الضوء على المعاناة الإنسانية الناتجة عن الحرب المستمر منذ نحو 19 شهراً.

روايات النازحين: قصص عن الألم والمعاناة

السيدة عائشة ، البالغة من العمر ٤٠ عامًا، اضطرت للفرار من منزلها بعدما تعرضت منطقتها لهجمات مسلحة، حيث وُصفت تلك الهجمات بأنها وحشية واستهدفت الجميع دون تمييز. تقول عائشة : “كل ما نحتاج إليه هو الدعم الإنساني الناس ينامون على الأرض، بلا ملابس أو أغطية، وبعضهم يعاني من أمراض ولا يستطيع تحمل هذه الظروف القاسية. لقد تركنا خلفنا كل شيء.”

وأشارت إلى أن المهاجمين لم يتركوا شيئًا وراءهم، حتى أنهم سرقوا الملابس والطعام البسيط الذي كان يُستخدم لإطعام الأطفال.

السيدة مريم ، البالغ من العمر ٧٠ عامًا، كشف عن مأساة شخصية خلال رحلة النزوح، حيث حملوها أبنائها على كرسي متحرك لأكثر من ٧٠ ساعة بسبب إعاقتها وقالت وهي تروي معاناتها: “ما دفعني للرحيل كانت الانتهاكات التي عايشناها، من هدم المنازل إلى السرقات والاغتصابات و الكثير منا فقدوا حياتهم بسبب التعب والجوع أثناء الهروب.”

كارثة إنسانية متفاقمة : 

خلال أسبوعين فقط، أجبرت المواجهات المسلحة أكثر من 135 ألف شخص على الفرار من ولاية الجزيرة، متوجهين إلى ولايتي القضارف وكسلا و كثير من النازحين ساروا على الأقدام لعدة أيام، في ظل ظروف إنسانية كارثية.

السيد حسن، وهو نازح في الثانية والستين من العمر، وصف الوضع بقوله: “الأطفال يعانون أكثر من الجميع، والنساء أيضًا أصبحن مريضات فقدنا العديد من الأرواح، والكثير من أحبائنا ما زالوا في عداد المفقودين.”

 

نداءات عاجلة للمساعدة : 

أدت هذه الأزمة إلى موجات نزوح متكررة، حيث دعا المسؤولون في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، مشيرين إلى أن النزاع لا يهدد فقط الحاضر، بل مستقبل أجيال كاملة

أدمور توندلانا، نائب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في السودان، قال: “إننا بحاجة ماسة إلى بناء السودان من جديد، وإعادة الأطفال إلى مقاعد الدراسة. إنه جيل على وشك الضياع.”

 

منذ بداية النزاع في السودان، نزح أكثر من 11.5 مليون شخص، إما داخل البلاد أو عبر الحدود، مما يجعل الأزمة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم اليوم وقال أن هذه الشهادات وغيرها تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعانيها النازحون، وتؤكد الحاجة الملحة لدعم دولي عاجل لتخفيف معاناتهم وإيجاد حلول دائمة للأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *