(المرأة بين العمل والمسؤوليات)

IMG-20241205-WA0010

بقلم ريم جلال الدين

 

في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، وهي فرصة للتأمل في التقدم الذي أحرزته النساء على مختلف الأصعدة الاجتماعية، النفسية، والعملية لكن وسط هذا الاحتفاء، لا يزال عمل المرأة محاطًا بتصورات نمطية ونقاشات متجددة، تعكس تباين الآراء حول دورها في المجتمع.

يعتقد البعض أن “المكان الطبيعي” للمرأة هو المنزل، لكن هذه الفكرة تغفل أن العمل يمنح المرأة ما هو أكثر من دخل مادي؛ فهو يفتح لها أبواب الاستقلال، ويعزز شعورها بذاتها، ويدفعها نحو النضوج الفكري. فالمرأة العاملة تكتسب قوة تمكنها من اتخاذ قرارات مصيرية في حياتها بثقة أكبر، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم يزداد تعقيدًا.

رغم التطورات الملحوظة في تعزيز حقوق المرأة في ميادين العمل، يظل الموقف من عملها موضع جدل لدى بعض الرجال. المجتمع، في كثير من الأحيان، يضع عبء تربية الأبناء وإدارة المنزل على عاتق المرأة وحدها، حتى بعد انخراطها في سوق العمل. بل ويتوقع منها أن تكون “سوبر وومن”، تتقن التوفيق بين دورها المهني والأسري دون أي تقصير. وهذا تصور غير واقعي وغير عادل، خاصة أن تربية الأبناء مسؤولية مشتركة بين الزوجين، وليست عبئًا فرديًا تتحمله المرأة وحدها.

الأمر الأكثر تعقيدًا هو الخلط بين مفهوم “عمل المرأة” و”عمل الزوجة”. ليست كل امرأة متزوجة أو أمًا، وعمل المرأة لا يُقاس فقط من منظور أسري. فالمرأة، سواء كانت متزوجة أم لا، لها الحق الكامل في العمل وإثبات ذاتها دون قيود أو شروط تعيق طموحاتها.

من منظور ديني، الإسلام لا يمنع المرأة من العمل أو التجارة. بل يشجع على السعي والعمل، كما جاء في قوله تعالى: “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، وقوله: “ليبلوكم أيكم أحسن عملا” هذه الآيات تشمل الرجال والنساء على حد سواء، وتؤكد على قيمة العمل وأثره في حياة الإنسان.

إذا أردنا بناء مجتمع متوازن ومزدهر، يجب أن ندرك أن دعم المرأة في العمل لا يعني فقط توفير فرص وظيفية لها، بل يتطلب تغيير النظرة التقليدية لأدوارها. فتمكين المرأة هو تمكين للمجتمع بأسره، والنجاح الحقيقي يأتي من تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، بين الرجل والمرأة على حد سواء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *