مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في بوح خاص لـ«نون النسوة»

مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان
تعيش النساء والفتيات في السودان أوضاع مأساوية جراء الإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي، بجانب إستخدام العنف الجنسي ضدهن بدوافع عرقية، وحالات الإغتصاب أمام أفراد الأسرة، والاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي للنساء والفتيات، وإختطاف النساء للحصول على فدية من أفراد أسرهن، حتى قالت عنها الأمم المتحدة إنها “حرب تُشن على أجساد النساء والفتيات”.
ولمعرفة مزيد من التفاصيل استنطقت صحيفة «نون النسوة» الدكتورة سليمى اسحق مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، وخرجنا معها بالحوار التالي فإلى مضابط الحوار.
حاورها: عبدالعظيم البشرى
كيف تصفين أوضاع النساء في السودان في ظل هذه الحرب؟
النساء في حرج في ظل الحرب لا يمكن وصفه ابداً وهن أكثر من يدفع ثمن الحرب قتلاً وتهجيراً وفقدانهن للأمن والأمان بجانب الخدمات الأساسية، لأن الحرب تخلق واقع صعب جداً على الأطفال والنساء لأنهم أكثر المجموعات هشاشة في المجتمع وهنالك أشياء كثيرة كانت بالنسبة لهن صعبة قبل الحرب.
في بداية الحرب تحدثت تقارير ان الدعم السريع اخذت حوالي 12 امرأة في ولاية شمال دارفور إلى مستودع واغتصبوهن، هل هذا صحيح؟
أول حادثة إسترقاق جنسي حدثت في نيالا وفندق الضمان تحديداً
الحادث الذي تتحدث عنه حصل في جنوب دارفور وفي فندق الضمان تحديداً وكانت أول حادثة إسترقاق جنسي لنساء كانوا في المعسكر، جئن للعمل في نيالا وتم خطفهن في فندق الضمان، ومعظم الفنادق الموجودة في المدينة يستخدمها أفراد الدعم السريع لهذه الأغراض، كذلك المخازن تمت فيها كثير من الإعتداءات.
هنالك تقارير تفيد بأن مليشيا الدعم السريع قامت باختطاف فتيات واستغلالهن للأغراض الجنسية وتم عرضن للاسترقاق في “خور جهنم” في كبكابية ما صحتها؟
مسألة الإسترقاق والبيع مؤكدة وهنالك شهود عيان والأمم المتحدة تحدثت عنها، كذلك نحن تحدثنا عنها وتم تكذيبنا بالكامل ولكن الأمم المتحدة جاءت وأكدت ما تحدثنا عنه، وكذلك صيحة تحدثت عنها، وهو موضوع شائك وصعب والآن لا نستطيع الحديث عنه حتى لا نعرض حياة أشخاص للخطر، خاصة وأن معظم المناطق في دارفور هي تحت سيطرة الدعم السريع، لكن عموماً هي موجودة وحدثت، وكل أنواع العنف الجنسي ضد النساء حدثت على النساء السودانيات للأسف.
كل أنواع العنف الجنسي ضد النساء حدثت على النساء السودانيات للأسف
كيف يؤثر كل ما يجري في السودان من حرب واغتصاب ونهب على واقع المرأة في السودان؟
واقع المرأة يزيد هشاشتها ويزيد المشاكل الصحية والإجتماعية والنفسية التي تكون من مآلات الحرب، ولكن هنالك إيجابية واحدة وهي وضع قضايا النساء في المجهر و الإعتداءات التي حدثت من فداحتها لم تترك الناس تغض الطرف عنها، وقضايا النساء هي قضايا سياسية أساسية تشكل الواقع سياسي للدول ونحن نتمنى أن نخرج من هذه الحرب على الأقل نحنا كنساء لدينا مكتسبات أساسية، هنالك جرائم نضمن عدم التكرار، محاسبة المتورطين والحصول على تعويضات تكون في شكل خدمات وفي شكل أوضاع أحسن، تقليل الإنتهاكات التي تحدث للنساء قبل الحرب و لابد أن يكون واقع النساء أفضل لأنه لا يوجد حل غير هذا ولا توجد عدالة أحسن للنساء من هذا، تسهيل وصولهن للعدالة التي تجعل الواقع السياسي السوداني يعالج مشاكل النساء وهذا يشكل وضع الدول السياسي.
حسب الأمم المتحدة هناك معركة “تدور على أجساد النساء، هل هنالك إحصائيات بعدد النساء والفتيات المغتصبات؟
استخدام العنف الجنسي كسلاح هو مؤكد، و الإحصائية التي لدينا أكثر من 330 والمقصود ليس النساء بل كل المجتمع وهي غير مبررة او يريدون الجنس وسلاح الإغتصاب هو مثله سلاح التخويف والتغيير الديموغرافي، ولكن هذه الأعداد تمثل 2% والإحصائيات نتلقاها من المراكز الصحية وهي غير منتشرة وهنالك مناطق لا يوجد بها أي مراكز وهنالك أشخاص لم يصلوا المراكز وأكثر من 10 مليون أمرأة معرضين للخطر.
قضايا النساء هي قضايا سياسية أساسية تشكل الواقع السياسي للدول
برأيك لماذا ازدات وتيرت الانتهاكات ضد النساء وخاصة الإغتصابات؟
ازدادت الوتيرة لان الإغتصاب سلاح لديه اثر كبير على المدى الطويل ويطيل أمد الحرب ويثير النعرات ويزيد حدة الخلاف السياسي وهو سلاح لا يجب أن ينظر له كانتهاب فقط، ونحن لم نتعافي من مشاكل دارفور والناس كلها تعاني وللان هنالك مشاكل أسر، وهذه المسائل تاخذ زمن ويكون لها أثر صحي كبير على المستوى المجتمعي وعلى مستوى الأفراد.
ما هي الآلية التي تتبعها وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في توثيق الانتهاكات؟
الآلية التي تتبعها الوحدة من خلال وحداتها والخدمات الصحية لتوثيق الإنتهاكات والخدمات اذا كانت موجودة يكون هنالك إحصائيات.
سلاح الإغتصاب هو مثل سلاح التخويف والتغيير الديموغرافي
الناجيات من العنف الجنسي، كيف يتم التخفيف عن معاناتهم؟
يتم التخفيف عن طريق الدعم النفسي لأنه أكثر شيء يؤثر على النساء لأن هنالك حالات لا يتم الحديث فيها عن الإغتصابات بسب الوصمة والإرهاق النفسي الذي يأتي بعد المعاناة يجعل الناس تبحث عن الخدمات وبالتالي نستطيع معرفة الإنتهاكات لكن هنالك أماكن لا تتوفر فيها الخدمات المطلوبة، والصحة تحتاج تدريب وتأهيل، لكن المعرفة والوعي والوعي المجتمعي يساعد، وهذه هي الرسالة التي نرسلها و الإعلام الحقيقي الذي يساند النساء ويعطي المجتمع القدرة على تقدم الدعم الذاتي.
كيف ترين تفاعل المجتمع الدولي مع الجرائم الفظيعة التي ترتكب ضد النساء؟
تفاعل المجتمع الدولي مع الجرائم ضعيف جداً ومتواضع، لكن الإعلام الحر والمنظمات الحقوقية كان تفاعلها كبير، ولكن المجتمع الدولي تفاعله ضعيف جداً بحجم الكارثة في السودان ولديهم سرد معين لواقع الحرب في السودان وهو مخالف ولا يريدون تبني السرد الحقيقي ولا يريدون ان يروا العين المختلفة التي ترى الحدث في السودان من دون الأجندة السياسية والوضع السياسي يؤثر على التفاعل.
النساء في دارفور خصوصاً في معسكرات النزوح تعرضن لإنتهاكات مروعة، كيف يتم رصد الانتهاكات هناك؟ وهل تم تسجيل حالات؟
الإنتهاكات في معسكرات النزوح موجودة والرصد خطر على النساء الآن ومن احد وسائل الحماية عدم العمل بشكل واضح حتى لا يتعرضوا لأي خطر، خلاف لذلك الخدمات خارج المعسكرات يمكن تكون صعبة ويتم استهدافها واذا لم تنتهي الحرب كل أوضاع النساء تكون في خطر ولن تتوقف الإنتهاكات اذا ظل الدعم السريع مسيطر على تلك المناطق.
ما هي التحديات التي تواجه وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في توثيق الانتهاكات؟
من التحديات التي تواجهنا عدم وجود الخدمات، عدم وجود طريقة للتواصل نسبة لعدم وجود شبكات الاتصالات مع الجهات المختصة، ونحن لا نمتلك القدرات الكبيرة فقط نعتمد على الشركاء خاصة الوحدات الولائية ونحاول خلق تفاؤل مع جهات مختلفة على مستوى القاعدة المجتمعية، جهات خارجية تساعد النساء مباشرة وتقوم بدور كبير ونحن لا ننكر دورها مثل منظمة صيحة، ومنظمة حاضرين، وهذه هي من الأشياء التي تكون فعالة بشكل كبير.
هل هنالك مراكز متخصصة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والخدمات الصحية اللازمة للناجيات؟
هنالك منظمات لديها خدمات كبيرة ونحن نعتمد عليهم في إدارة الحالات، و مشكلتنا عدم الوعي للوصول إلى الخدمة كذلك جودة الخدمة وهنالك أماكن أصبحت معزولة مثل كردفان، قرى بالنيل الأبيض، وهنالك ولايات لا يستطيع اي شخص الوصول إليها ولا حتى النساء قادرات على الوصول إلى الخدمات، واسترداد المناطق يساعد على جعل وضع أكثر أماناً للنساء ويساعد على وجود خدمات مثل إيصال الأدوية.
إذا لم تنتهي الحرب كل أوضاع النساء تكون في خطر ولن تتوقف الإنتهاكات اذا ظل الدعم السريع مسيطر على تلك المناطق.
حدثينا عن دور المنظمات الدولية و شركاء وحدة مكافحة العنف ضد المرأة؟
شركاؤنا في مكافحة العنف ضد النوع الإجتماعي يساعدوا يشكل كبير في توفير المعلومات والخدمات ولكن ما يقدم ليس بحجم الشى الحاصل، ويوجد تعاون كبير في الشركاء المختلفين في مسألة.دور الحكومة واضح ومسألة حوكمة الحكومة تجاه هذا القطاع واضحة ومقبولة والوحدة الاتحادية والوحدات الولائية تساعدهم بشمل كبير، والمناطق التي لا يوجد بها وحدات يعانون فيها بشكل كبير لأنهم يكونوا غير قادرين على التنسيق بشكل ممتاز نسبة لعدم وجود جسم حكومي.
في بيان بمناسبة حملة الـ16 يوم دعت الوحدة الى تسهيل الإجراءات القانونية للناجيات، من خلال إنشاء آليات مرنة وآمنة وفعالة لتلقي الشكاوى، وتوفير الدعم القانوني لهن، وضمان عدم تعرضهن لأيّ عقبات خلال سعيهن للحصول على العدالة، هل الإجراءات القانونية معقدة؟
وأكثر تحدي يواجهنا عدم اجازة القانون لأنه يساعد في اشياء كثيرة لابد أن يكون لها تكييف قانوني لأننا نريد أن تكون الإجراءات تكون أكثر سهولة، والقانون ليس بجديد وهو نفس القانون الجنائي لكن فيه اجراءات تجعل العدالة أسهل ويجعل الدولة ملزمة تجاه قضايا النساء لان الحماية هي دور الدولة ولابد من تفعيل دورها في حماية النساء والمدنيين لإظهار دورها تجاه النساء والسودانيين المتأثرين بالحرب ولابد لنا كمؤسسات دولة أن نعمل العمل المنوط بنا في اي وقت وفي أي زمان واي مكان ونكون جاهزين له بجانب عدم التأخر في الإستجابة لحوجة النساء.
إسترداد المناطق يساعد على جعل وضع أكثر أماناً للنساء
في بيان سابق للوحدة قالت إن التقارير تشير إلى استخدام «الدعم السريع» العنفَ الجنسي والاغتصاب ضمن تكتيكاتها الحربية خلال النزاع بولاية الجزيرة، بهدف إهانة الرجال وإضعاف المجتمعات وهدم أسسها وإذلالها وإجبارها على إخلاء المنازل وتهجيرها قسريًا، كم عدد الحالات التي تم توثيقها هناك؟
الحالات التي تم توثيقها في ولاية الجزيرة أكثر من 30 حالة ولكن هي أكبر من هذا بكثير نسبة لوجود عقد إجتماعي يمنع الحديث عن هذه الأمور، لكن الخدمات والتوعية يمكن أن تساعد عند الذهاب إلى المناطق الآمنة.
ندعو المجتمع للوقوف تجاه قضايا النساء والتعامل معها كجريمة وليس كوصمة.
أخيراً رسالتك
رسالتي العمل من أجل النساء والتخفيف عنهم ولا نزيد عليهم ونحاول دائماً ايصالهم للعدالة بشكل أفضل، نحاول دائماً تقليل المشاكل بالإجراءات وتقديم الخدمات مع حفظ الكرامة والدعم النفسي
ندعو المجتمع للوقوف تجاه قضايا النساء والتعامل معها كجريمة وليس كوصمة، و الآن هو جريمة ترتكب والنساء اللائي يخرجن منها هن ناجيات وبطلات ولابد من توفير واقع افضل وهي تحتاج إلى تعاون كبير مع الحكومة والمنظمات حتى القطاع الخاص حتى نكون قادرين على التعافي من هذه الحرب.